/ الفَائِدَةُ : (131) /
29/11/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / دخول طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في شراشر جملة العوالم والمخلوقات / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أنا أُنَبِّئُكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم بإِذن رَبِّي ، وَأَنا عَالِم بضمائر قلوبكم ، والأَئِمَّة مِنْ أَولادي عَلَيْهِم السَّلاَمُ يعلمون ويفعلون هذا إِذا أَحَبُّوا وَأَرادوا ؛ لأَنَّا كُلّنا واحد ... »(1). ثانياً : بيانه أَيضاً ، عن أَبي عبداللّٰـه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما ، قال : « أَنَّ جويريَّة بن مسهَّر العبديّ خاصمه رَجُلٌ في فرسٍ أُنثىٰ ، فادَّعيا جميعاً الفرس ، فقال أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَلواحدٍ منكما الْبَيِّنَة ؟ فقالا : لا . فقال لجويريَّة : أَعطه الفرس ، فقال له : يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، بلا بيِّنة ؟ فقال له : واللّٰـه ، لأَنَا أَعلم بِكَ مِنكَ بِنَفْسِكَ ، أَتنسىٰ صنيعك بالجاهليَّة الجهلاء ، فأخبره بذلك »(2). ثالثاً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « لو كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً »(3). رابعاً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... سلوني قبل أَنْ تفقدوني ، إِنِّي بطُرق السَّمآء أَعلم من العَالِم بطُرق الأَرض ... »(4). خامساً : بيان الإِمام الحسن المجتبىٰ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم الَّذي لم يطَّلع عليه ملك مُقرَّب ولا نبيّ مرسل غير مُحَمَّد وذرِّيَّته »(5). سادساً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... ما يخفىٰ عَلَيَّ شيء من بلادكم »(6). براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على : أَنَّه لَـمَّا كانت طبقات حقائق ذوات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة فانية في حكايةِ مُطْلَقِ الحَقِيقَةِ ؛ (الذَّات الْإِلَهِيَّة الْأَزَلِيَّة الْمُقَدَّسَة) انعكست فيها جميع شؤون وصفات وأَسمآء الذَّات المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ، منها : أَنَّ الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة وشؤونها وصفاتها وأَسمآئها وأَفعالها تتَّصف باللَّطافة ، ومن شؤون اللَّطيف : أَنَّه : (داخل في المخلوقات ، لكن لا بالمزاولة والممازجة ، وخارج عنها ، لكن لا بالمزايلة والمفارقة) ، فيكون نافذاً ومهيمناً ومحيطاً بجملة شراشر ظواهر المخلوقات وبواطنها ولو كانت بمقدار مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، كذلك حال طبقات حقائق ذوات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، وتتبعها طبقات حقائق ذواتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم المتوسِّطة والنَّازلة ؛ فإِنَّها لَمَّا كانت الطف عوالمها على الاطلاق كانت داخلة في جملة شراشر مخلوقات عوالمها ، وتعلم ظواهرها وبواطن بواطنها وأَسرارها ، بل وما خفي على نفس المخلوقات من ذواتها وأَسرارها وخفاياها ، وجميع شراشرها وجزئيَّاتها وذرَّاتها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 6/ح1. (2) بصائر الدرجات ، 1 : 483/ ح895 ـ 11. (3) بحار الأَنوار ، 40 : 153. (4) المصدر نفسه ، 53 : 81/ ح86. (5) بحار الأَنوار ، 43 : 328/ح7. (6) بصائر الدرجات ، 2 : 345/ح1576 ـ 7